400 دواء في الجزائر يضر اكثر مما ينفع

كشفت جريدة "لوموند" الفرنسية بما يشبه الفضيحة، عن قائمة تضم 400 دواء تتسبب في الإصابة بداء السرطان والعقم، أغلبها متداولة بشكل كبير في الجزائروحسبما نشرته الجريدة، فإن الدراسات التي تم القيام بها في هذا الشق، أكدت أن هذه الأدوية تستعمل بشكل يومي من قبل المواطنين، مشيرة إلى أنها تحتوي على مادة «البارابينات»، وهي مواد كيميائية حافظة تستعمل بشكل كبير في منتوجات التجميل والأدوية وبعض المواد الغذائية، وتشمل المضادات الحيوية والأدوية المستعملة ضد الألم والحمى، وكذا مستحضرات التجميل الخاصة بالأطفال وضمادات المعدة على غرار «المالوكس»، والمستحلبات الخاصة بالجلد على غرار «البيافين» المستخدمة بشكل كبير من قبل أطباء الجلد. وتظهر في القائمة مضادات الالتهابات المنتجة بتسميتها الدولية الموحدة المنتجة على شكل أدوية جنيسة على غرار «الإيبوبروفان»، ومضادات آلام الرأس على غرار «الباراسيتامول». وكشفت الدراسة نفسها أن هذه المكونات مسؤولة عن الاختلال الوظيفي للجهاز الهرموني وخاصة المتعلق بالإنجاب، إذ يمكنها أن تتسبب في انخفاض نسبة الخصوبة لدى الذكور، وتطور الأمراض السرطانية على المدى البعيد. من جهتها، تنقلت «النهار» إلى مختلف الصيدليات للتحقق من تداول تلك الأدوية في الجزائر، حيث وقفت على تسويق أزيد من 100 علامة دوائية، على غرار عقار «جوساسين» المضاد للتعفن ودواء «لوكابريد» وهو كريمة تستخدم لعلاج داء الإكزيما الجلدي. وأكد العديد من الصيادلة أن العديد هذه الأدوية متوفرة على رفوف صيدلايتهم، ويتم تسويقها بصورة جد عادية، مؤكدين أنه ليس لهم أدنى علم بمنع تسويق هذه الأدوية أو تسببها في مضاعفات صحية للمرضى. وكشف أحد الصيادلة ممن تحدثت إليهم «النهار» أن هذه الأدوية يتم منحها للمرضى بكثرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية والمصحات العمومية، ولم يتلقوا أية قرارات من وزارة الصحة بوقف تسويقها. وعلى صعيد ذي صلة، كشف مصدر من المركز الوطني لليقظة بخصوص الأدوية والعتاد الطبي لـ«النهار»، أن الأمر متعلق بمضادات الاستطباب الخاصة باستخدام هذا النوع من المنتجات، مشيرا إلى أن مديرية الصيدلة والمركز الوطني لليقظة بخصوص الأدوية والعتاد الطبي، يتوليان مهمة مراقبة هذا النوع من المضاعفات، حيث سيتم بموجب ذلك اتخاذ قرارات بشأن استخدام هذا النوع من المنتجات من عدمها، قبل أن يعود ويوضح أن الوكالة الفرنسية للأمن والمنتجات الدوائية، سبق لها أن اعتمدت قائمة تضم عددا كبيرا من الأدوية واسعة الاستخدام، محذرة من استعمالها مع الأمر بسحبها من السوق، غير أن تلك التوصيات ضربت عرض الحائط. وأضاف أن استعمال مثل هذه الأدوية تسبب في تسجيل مضاعفات كبيرة، ،على سبيل المثال لا الحصر، أشار محدثنا إلى أن دواء «الايزوترتنوين» الموجه لعلاج حب الشباب ومشاكل البشرة يسبب اختلالات عقلية.

"نقابة الصيادلـة" : كـل الأدوية لهـا أعراض جانبية

من جهته، أكد الدكتور فيصل عابد، الناطق باسم النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، أنه لا وجود لدواء خال من الأعراض الجانبية، مشيرا إلى أن الجزائر يتداول فيها 1863 تسمية دوائية. وقال الدكتور عابد، في اتصال مع «النهار»، إن الأدوية الموجودة في القائمة تباع في جل صيدليات العالم، وليست حصرا على الجزائر، وأضاف أن العقاقير هي مستحضرات كيماوية لها فوائدها ولها أضرارها، مشيرا إلى أنه كممثل للصيادلة، مطلع على كل ما يتم تداوله في فرنسا. وأكد عابد، أنه لا يمكن الحكم على الأدوية لمجرد تضرر شخص أو أكثر منها، لأن القاعدة واضحة في هذا الشأن، وكل دواء حتى يكون فعالا لابد أن يستهلك لمدة 5 أيام، بمعدل 3 حبات في اليوم، وكل ما زاد عن حده تحول إلى ضده.

"البروفيسور مصباح "سيتم اتخاذ قرارات بشأن استخداماتهذا النوع من المنتجات من عدمها

وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور إسماعيل مصباح، مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في اتصال مع «النهار»، أن الأمر متعلق بمضادات الاستطباب الخاصة باستخدام هذا النوع من المنتجات، مشيرا إلى أن لكل دواء أعراض جانبية خفية يتم اكتشافها بعد طول استخدامها، وأضاف أن الأدوية المضرة يتم سحبها بشكل آلي، أما تلك المستخدمة في علاج أمراض خاصة فيتم وصفها في إطار محدد، مع إبقاء المريض تحت المراقبة الطبية المستمرة.