يعرف علماء النفس و علماء التربية " الذكاء " بأنه القدرة على مواجهة الصعاب , و مهارة التكيف مع الظروف الطارئة , و من ثم حل المشاكل التي تعترض طريق الفرد. أي أن ذكاء الإنسان الحقيقي - حسب هذا التعريف - يوضع على المحك في زمن الأزمات , أكثر منه في زمن الدعة و الراحة . و نحن نقبل اليوم الرأي القائل أن الديناصورات لم تكن مخلوقات ذكية بما فيه الكفاية , لتواجه التغيرات المناخية التي حدثت على سطح الأرض, بدليل أنها لم تستطع التكيف مع هذه التغيرات و البقاء على قيد الحياة .
و على أية حال , فإن هذا التعريف حديث نسبيا, بينما يرتبط المفهوم التقليدي للذكاء, بأنه القدرة على التفكي, و الاستنتاج المنطقي, و التوهج العقلي, و الألمعية , و القدرة على خزم المعلومات, و التوصل اليها, حتى أن كلمة " انتيليجينسي" (أي ذكاء) تعني في ولايات المتحدة الأمريكية, جهاز أو وكالة الاستخبارات العسكرية و السياسية الأمريكية, و هو الجهاز الذي يجمع المعلومات و يخرنها لأجل استعمال وشيك لها .